الدكروري يكتب عن قصة موت نبي الله موسي
الدكروري يكتب عن قصة موت نبي الله موسي
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الدكروري يكتب عن قصة موت نبي الله موسي
لقد كان في قصة موت نبي الله موسي من العبر والعظات الكثير والكثير، حيث قال النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ” إن الله أرسل ملك الموت ليقبض روحه فلطمه ففقأ عينه، فعاد، وقال يا رب أرسلتني إلى عبد لا يحب الموت، فقال الله عز وجل ارجع له وقل له يضع يده على ظهر ثور وله بكل شعرة تحت يده سنة، وخيره بين ذلك وبين أن يموت الآن، فأتاه ملك الموت وخيره، فقال له فما بعد ذلك ؟ قال الموت، قال فالآن إذن، فقبض روحه، وهذا القول صحيح قد صح النقل به عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فكان موته في التيه أيضا عليه السلام، وهكذا فقد ولدت أم موسى نبي الله موسى عليه السلام خفية، وجعلت ترضعه برأفة وحنان وهي واثقة من حفظ الله تبارك وتعالى له.
ولما خشيت عليه من كيد فرعون وجنوده السفاحين اتخذت صندوقا وجعلت فيه قطنًا ثم وضعت فيه وليدها الصغير موسى عليه السلام، وربطت الصندوق في حبل وكانت دارها متاخمة لنهر النيل، فكانت ترضع وليدها موسى كل يوم فإذا خشيت عليه من أحد وضعته في ذلك التابوت والصندوق وأرسلته في البحر وأمسكت طرف الحبل عندها، فإذا ذهب هؤلاء الذين تخشى عليه منهم استرجعته إليها، وذات يوم أرسلته وذهلت أن تربط طرف الحبل عندها فانطلق الصندوق وفيه موسى الرضيع عليه السلام مع نهر النيل، وانطلق الماء به يرفعه الموج تارة ويخفضه أخرى حتى وصل إلى قصر فرعون، وبينما كانت الجواري في قصر فرعون يغتسلن على ضفاف نهر النيل.
أبصرن هذا الصندوق فأخذنه وظنن أن فيه مالا وأشياء ثمينة فحملنه على حالته إلى زوجة فرعون آسية بنت مزاحم وكانت من بني إسرائيل، وكانت مؤمنة صالحة تقية على دين الإسلام، وكانت تكتمُ إسلامها خوفًا من فرعون وطغيانه، فلما فتحت باب التابوت والصندوق رأت فيه طفلا جميلا وسيمًا فألقى الله تعالى محبته في قلبها وأحبته حبا شديدا، فلما جاء فرعون ورءاه أراد قتله وأمر بذبحه فما كان من زوجته آسية إلا أن دافعت عنه وطلبت منه أن لا يقتله لأنها كانت لا تلد، فما كان من فرعون إلا أن أجابها بقوله، إنه يكون لك وأما أنا فلا حاجة لي فيه، وكان هارون عليه السلام قد بعثه الله تبارك وتعالى معينا لنبيه موسى عليه السلام حين أراد أن يبعثه إلى فرعون لدعوته إلى الإيمان.
وقد دعا موسى عليه السلام ربه بدعوات حين أمره تعالى أن يذهب إلى فرعون، وذلك لدعوته إلى الإيمان وقد استجاب الله دعوته، وقد ولد نبي الله هارون عليه السلام بعد ولادة موسى بثلاث سنوات، وفي السنة التي لا يذبح فيها الأطفال، أي عام المسامحة عن قتل الأبناء فترك ولم يُذبح، وولد نبي الله موسى عليه السلام في السنة التي يذبح فيها الأطفال، فضاقت أمه به ذرعا خوفا من قتله وأخذت تأخذ حذرها وحيطتها من أول ما حبلت به، ولم يكن يظهر عليها مخايل الحمل، ولما قرب وقت وضع الحمل حزنت حزنا شديدا واشتد غمها وكربها، فألهمها الله تعالى ألا تخاف ولا تحزن لأن هذا المولود سيكون له شأن عظيم، وأنه سيحفظه من كيد فرعون ثم يجعله من المرسلين.
الدكروري يكتب عن قصة موت نبي الله موسي